ترامب يضغط لانتزاع اتفاق حول غزة.. ونتنياهو في موقف حرج قبيل الحسم

تشهد كواليس المفاوضات الأميركية ـ الإسرائيلية بشأن مستقبل غزة توتراً متصاعداً، مع سعي الرئيس الأميركي دونالد ترامب لفرض اتفاق شامل يتضمن 21 نقطة تتعلق بالترتيبات الأمنية والسياسية لما بعد الحرب، في وقت يترقب فيه الجميع رد فعل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يواجه ضغوطاً داخلية غير مسبوقة.

فقد اجتمع مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف وصهر ترامب، جاريد كوشنر، بنتنياهو في نيويورك لساعات مطوّلة الأحد، في محاولة لتذليل العقبات الأخيرة أمام خطة السلام الأميركية. إلا أن مصادر قريبة من المفاوضات كشفت لصحيفة أكسيوس أن كوشنر وويتكوف "أبديا تبرماً واضحاً" من مواقف نتنياهو المتشددة، حتى إنهما "ملّا منه تقريباً".

مسؤولون أميركيون وصفوا تحركات نتنياهو الأخيرة بأنها "مزعزعة للاستقرار"، مشيرين إلى قرارات مثيرة للجدل مثل "ضربة قطر"، والتي اعتُبرت مرتبطة برغبة نتنياهو في تعزيز وضعه السياسي الداخلي، في ظل محاكمات الفساد التي تلاحقه وتزيد من هشاشة موقعه.

ونقل مسؤول كبير في البيت الأبيض عن ترامب قلقه من ميل نتنياهو للتدخل في السياسة الأميركية الداخلية، وهو ما يُعد عاملاً إضافياً في توتير العلاقة بين الطرفين.

في المقابل، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إن نتنياهو بدا في حالة من "القلق والانفعال الشديد" قبل لقائه الوفد الأميركي، وسط تخوفات من أن يتخذ ترامب موقفاً أكثر صرامة حيال تحفظات إسرائيل على بعض بنود الخطة.

وبينما يرى مراقبون أن خطة ترامب قد تشكّل محاولة لإنهاء حالة المراوحة في الملف الفلسطيني ـ الإسرائيلي، فإن الضغوط المتبادلة بين واشنطن وتل أبيب تعكس عمق الخلاف حول تفاصيل التسوية، لا سيما ما يتعلق بالترتيبات الأمنية في غزة ومستقبل الدور الإسرائيلي فيها.